أصبحت التكنولوجيا عامل رائد في مجال الإدارة، وبالرغم أن تلك التكنولوجيا تعتبر بمثابة عدو لدى الكثير من الموظفين لأنها قادرة على إستبدالهم، ولذلك يهاب مديرون الموارد البشرية في بعض الدول والشركات تطبيق تلك التكنولوجيا. فهم يقولون إن تم تطبيقها فسوف يتخلون عن الكثير من الموظفين مما سيؤدي إلى عدم ولاء الآخرون وخوفهم، وربما بتطور تلك التكنولوجيا سيتم التخلي عن المدير نفسه

 

خلال يومين تم تناول تلك المواضيع بشكل مختلف تماماً وذلك من خلال ٣٤ متحدثاً في مؤتمر تكنولوجيا الموارد البشرية الذي قد تم إنعقاده في السابعة عشر والثامن عشر من شهر مايو ٢٠١٦ بفندق سانت ريجيس بدبي، وكان المؤتمر تحت رعاية وزارة الموارد البشرية والتوطين بالإمارات العربية المتحدة

 

من ضمن المتحدثين كان نائب رئيس للموارد البشرية بمدارس جيمس – أبو الحسين تيجاني الذي قال لنا قصته عندما حاذ على منصب رئيس موارد بشرية لإحدى الشركات. كانت تتكون الشركة من ١٢٠٠ موظف في فروع من بلاد مختلفة، ففي بداية سعيه كمدير قابل ٩٠٠ من الموظفين على إنفراد وكان يسافر لهم خصيصاً ويقابلهم في مكاتبهم، فكانت أول جملة يتفوهون بها في بداية اللقاء: “هل أنا في مشكلة ما؟” فكان يجاوب “لا، ولما تقولون ذلك!” وكان ردهم: “هذه أول مرة يزورنا أحداً من ممثلين إدارة الموارد البشرية!” ومن هنا قال لنا الدرس الذي قد تعلمه: “لا تجعل التكنولوجيا تُنسيك مهمتك الأساسية وهي الناس” وقد تحدث عن تأثير التكنولوجيا في توفير الكثير من المهام الروتينية لدى الموارد البشرية، وأن الهدف من ذلك أنها تعطينا الفرصة كي نمضي وقت أكثر مع الموظف لتطويره وإرضائه

_DSC0648
أبو الحسين تيجاني – نائب رئيس للموارد البشرية بمدارس جيمس

وقد تناول العديد من المتحدثين البرامج الأكثر تطوراً لإدارة الموارد البشرية وكان من ضمنها برنامج

HR Cloud software

من ضمن المواضيع الساخنة الذي قد تم تناولها في المؤتمر بأنه سوف يتم حذف نحو ٧٠٪‏ من الوظائف الحالية في خلال بضعة سنين وذلك مع تطبيق البرامج التكنولوجيا للإدارة، علماً بأنهم قالوا ٧٠٪‏ من الوظائف وليس من الموظفين، وأن تلك ال ٧٠٪‏ هي الوظائف الروتينية التي لا تعتمد على التفكير أما ال ٣٠٪‏ هي الوظائف التي تعتمد على الرأس المالي البشري والموهبة التي لا يمكن أن تُستبدل.. فالآن يوجد تحديان، تحدي للموظف الذي يريد أن يشغل وظيفة من ضمن ال ٣٠٪‏ الرائدة والتحدي الآخر هو من قبل الموارد البشرية التي تسعى لتأهيل أكبر قدر من الموظفين لهذا المرحلة التطورية الجديدة

 

وكان من ضمن أسباب تدشين ذلك المؤتمر هو تقليل الفجوة بين الموارد البشرية ونظم المعلومات، اللذان يعملان معاً لبناء مستقبل إداري أذكى للمنظومة. ومن ضمن الكثير من السادة الحاضرين والمتحدثين من مسئولين أو مديرين في مجال نظم المعلومات. ومن ضمن المتحدثين قد لخص أساس الفجوة بنصيحة قد وجهها إلى قادة الموارد البشرية: أنصح رواد الموارد البشرية أن يقرأوا عن برامج نظم المعلومات الجديدة ويتعلموها لأن هذا هو مستقبل الشركات ومستقبلهم في المنظومة

 

بقلم: محمود منسي

تصوير: عاليا فرماوي