نظرة تحليلية

لا توجد في كثير من المؤسسات إدارة خاصة لأساليب الموارد البشرية الحديثة، وتعد هذه ثغرة هائلة نظراً لما يُنتج عنها من فجوات عديدة في العمل العام، ويعود عدم تواجدها إلى أسباب مختلفة منها سوء الظروف الإقتصادية في المؤسسة أو عدم وجود فهم حقيقي لمعناها وأهميتها والنظر إليها في بعض الأحيان إلى شئ ثانوي، وإذا استطعنا وصف هذه الحالة فما هي إلا خلل إدارى شديد

وتلجأ الإدارة إلى توزيع المهام الإدارية على أقسام مختلفة بالشركة أو المصنع كقسم الحسابات أو السكرتارية أو أي قسم آخر ويؤدي ذلك لزيادة حجم أعباء العاملين في كل إدارة ومن جهة اخرى يعمل على تشتت الإنتباه في العمل الرئيسي لهم والتأثيرعلى النتائج النهائية للأعمال الاّخرى بالإضافة إلى إحتياج العاملين لتخفيف حجم الضغط وتنظيم عملهم

لا يعتبر العمل بإدارة الموادر البشرية أمراً صعباً لأنها تعتمد في الأصل على التعاملات البشرية لكنها أيضاً تحتاج إلى مهارات خاصة تتوفر في أشخاص كثيرة دون غيرها وعند إفتراضنا جدلاً أن الأمور الروتينية الإدارية هي الأكثر سهولة لكن عند إتخاذ القرارات الهامة فوجود أصحاب الخبرة سيكون له عظيم الأثر

السلطة الإحتكارية

تكون السلطة الإحتكارية الفكرية والتنفيذية بيد الإدارة العليا فقط متمثلة برئيس مجلس الإدارة ومتابعة سير العمل العام هو من إختصاصات المسئول الأول بالمؤسسة خاصة عند ضرورة التدخل في وجود الأمور التي قد تعرض المؤسسة للخطر ولكن الهيمنة الدائمة والتي تتنافى مع دور المسئول في الإدارة الخاصة بالموارد البشرية هي من نتحدث عنه وبمرور الوقت سيتحول العامل إلى مجرد موظف ومؤدي للأوامر، وعادة لا يفكر الكثيرين من المديرين بصورة مميزة فهم يعتمدون على النمطية والتقليدية في كل شئ وهذا يعود إلى بعض أنماط الشخصية أو بعض الصفات التي تعمل على عدم المساعدة ومنح الفرص للموظفين ليتحملوا مسئوليات إتخاذ القرار ومن هذه الصفات هي النرجسية والتمسك بالآراء الذي قد تصل أحياناً إلى وضع المؤسسات بمواقف صعبة وأخطاء جسيمة دون الإستماع إلى محاولات الأخذ في الإعتبار آراء باقي أفراد العمل بإختلاف وجهات نظرهم وإن كان هذا الدور الذي أنشأت من أجله هذه الإدارة حتى وإن لم يتحقق بنسبة كاملة لكن محاولة تطبيق التوازن والحيادية مطلوبة ولو بنسبة قليلة

بقلم: نهى هنو

تصوير: محمود منسي